بعض المشاكل السلوكية لا تظهر إلا بوجود راكبي الخيل أو المعالجين. الخيول تحسن التقاط ردود الأفعال ويدركون جيدا لغة الجسد ويستشعرون الخوف لدى الناس
فإذا كان راكب الخيل يفتقر إلى الثقة، فإن هذا قد ينعكس على الحصان وأيضا يفتقر الحصان للثقة. عندما يبتعد بعيدا عن أرضيه آمنة، مثل الخروج بغرض الركوب، فتكون هناك العديد من الأشياء التي يمكن أن تسبب له الاضطراب، مثل تحليق الطيور من الشجيرات، صوت الحقائب والكلاب أو الحركة المروريه السريعة. ، قد يكون الاضطراب بلمحة سريعة من الحصان فيتعثر في خطواته. فراكب الخيل الواثق سيعيد الطمأنة للحصان إذا كان هناك شيء ما يخاف منه، وسيجعله يستمر في طريقه. ولكن إذا كان راكب الخيل متوترا ومضطربا في ردود أفعاله سينعكس ذلك على توتر الحصان ، الأمر الذي يكشف عن خوف راكب الخيل ولو بشكل أولي. ويجهل الحصان بسبب خوف راكب الخيل، فقد يشعر كما لو أنه يخاف من وحش يتربص به. لذا قد يصبح الحصان أكثر خوفا وقلقا وكأنه يدور في حلقة مفرغة.
يقع اللوم بهذه الحالة على راكب الخيل، وليس على الخيل. فإن حالة التأهب والخوف من التهديدات المحتملة أو الحيوانات المفترسة، هي جزء من طبيعة الحصان. وإن مهمة راكب الخيل هي إعادة الطمأنينة له. إنها مشكلة عامة بين الناس عند ما تفقد الثقة براكب الخيل، وخاصة بعد فشله، أو كلما تقدم في السن وأصبح لديه المزيد من المسؤوليات. فهم يتصورون باستمرار سيناريوهات أسوأ للحالات التي يمكن أن تحدث، وللأسف في النهاية قد تصبح هذه المخاوف نبوءات تحقق ذاتها.
و يؤثر المالك على سلوك الحصان أيضا عندما يكون متوترا وغاضبا. قد لايكون راكب الخيل منزعجا من الركوب على الحصان أو من تصرفاته المضطربه، ولكن إذا كان راكب الخيل غاضبا (ربما بسبب الإجهاد في العمل) وقد أمضى بعض الوقت مع الحصان، فسينتقل هذا التوتر إلى الحصان. ولا يدرك الحصان أنه لا علاقة له بسبب الغضب، و قد يفقد الثقة بممتطيه. فعند تدريب الخيول من المهم التركيز فقط على ما يحدث في تلك اللحظة، وترك أي ضغوط أخرى مضت. فالخيول تميل إلى أن تعكس مزاج راكب الخيل أو المعالج، وسيكون من غير الممكن أن يكون الحصان هادئا و مسترخيا ويكون ممتطيه متوترا وغاضبا.
وقد نصادف في بعض الأحيان حصان لا يمكن السيطرة عليه، ويقوم بدفع البشر والهجوم عليهم. كما و برهن الحصان احترامه بالبقاء خارج المساحة المخصص للإنسان، ولا يحاول أن يتتبع حركات الإنسان عندما يقوم بسحبه، ويطيع الأوامر. إلا انه ينبغي على الحصان أن يتبع الإنسان الذي يقوده حتى وإن كان غير واثق بنفسه.
ولإقناع الحصان أنك جديرا بالثقة وصاحب اعتبار، تحتاج لأن تكون حازما ولكن لطيفا، وتجنب إن تبدو مترددا. ولتكون قائدا جيدا عليك أن تكون هادئا، وأن لا تفقد السيطرة بسبب تقلبات مزاجك. تحتاج أيضا إلى أن تكون متينا ومتناسقا، فلو قمت بتغيير القواعد بشكل مستمر فلن يتمكن الحصان من إدراك ما هو مطلوب، وستفقد اعتبارك.