الفيتامينات هي جزء أساسي من النظام الغذائي لكل حصان، إلا أن لها أهمية خاصة عند طلب المزيد من خيولنا من حيث أداء التمارين الرياضية. تعتبر العلامات البدنية المرتبطة بنقص أو زيادة واضحة من فيتامين ما أو آخر نادرة. إلا إنه رغم هذا لا ينبغي لنا أن نفترض أن يقوم مستوى الفيتامينات الوارد في النظام الغذائي لخيولنا بتحسين الأداء. عادة ما تكون الخيول متسامحة جدا مع العيوب أو التجاوزات الطفيفة فيما يخص الفيتامينات وبذلك يكون الهامش للكمية المقبولة لمنع المشاكل الصحية واسعا جدا في الغالب. ومع ذلك، يعتبر الحفاظ على الصحة قضية منفصلة عن تحقيق الأداء الأمثل، والذي هو الهدف الأسمى لخيول السباق وخيول المنافسة.
يمكن تقسيم الفيتامينات إلى تلك المنحلة في الماء، والتي تشمل مجموعة فيتاميناتB وفيتامين C، والفيتامينات المنحلة في الدسم وهي فيتامينات A، D، E و .Kوحيث أن مجموعة فيتاميناتB هي فيتامينات منحلة في الماء،
فإن الكمية الفائضة فوق الاحتياج سيتم طرحها ببساطة عن طريق البول. تعتبر هذه آلية مفيدة حيث أن الاستخدام المفرط للمكملات الغذائية المحتوية على فيتامينB عادة ما يكون غير مجد اقتصاديا فحسب أكثر من كونه ذو أضرار محتملة على الصحة.
لمجموعة فيتامينات B عدد لا يحصى من المهام في الجسم، إلا أن لها أهمية خاصة في توليد الطاقة، الأداء المناسب للجهاز العصبي، تكوين خلايا الدم الحمراء، الحفاظ على الجهاز الهضمي وصحة الجلد. عادة، يتم توليف (تركيب) فيتامين Bلدى الخيول عن طريق البكتيريا التي تحتل المعي الخلفي للحصان. عندئذ تصبح هذه الفيتامينات الداخلية المنشأ محتملة التوافر للاستخدام من قبل الحصان. ومن الواضح أن هذا يوفر حافزا للتأكد من التوازن الصحي للبكتيريا في المعي الخلفي وكونه بيئة مضيافة. إن الحفاظ على أحجام صغيرة لوجبة الطعام يساعد على تحقيق ذلك، حيث أنه يقلل من كمية النشاء الواصلة للمعي الخلفي والتي أفلتت من الهضم في الأمعاء الدقيقة. يؤدي هذا التخمير الهام للنشاء في المعي الخلفي إلى وجود بيئة أكثر حمضية، وهو أقل مواتاة “للبكتيريا الصديقة”. يمكن أن تساعد مكملات الخمائر الحية الغذائية مثل خميرة الخبازSp أيضا على تعويض الأثر السلبي لنظام السباقات أو المنافسة الغذائي الغني بالنشاء على بيئة المعي الخلفي.
لقد كان هناك دائما اهتمام كبير بالمكملات الغذائية المحتوية على فيتامينB لدى خيول الأداء لعدد من الأسباب المختلفة، فالعديد من الفيتامينات التابعة لمجموعة فيتاميناتB تشارك بشكل كبير بمختلف مسارات توليد الطاقة، لا سيما وأنها تلعب دورا هاما في تحويل البيروفات إلى أسيتيل Co-A، وهي مرحلة أساسية في الأيض الهوائي. يساهم انخفاض أو عدم اكتمال تحويل البيروفات إلى أسيتيلCo-A في تراكم حمض اللاكتيك (حمض اللبن) في العضلات، والذي يتفكك بعد ذلك لتشكيل أيونات اللاكتات والهيدروجين(H+) . إن هذا الارتفاع فيH+ والأحماض المصاحبة هو عامل مهم في عملية الإرهاق. لذا تعتبر فيتامينات B ضرورية لأداء التمارين الرياضية، وليس من المستغرب أن مكملاتها الغذائية غالبا ما تكون سمة من سمات الأنظمة الغذائية أثناء التدريب. ومع ذلك، لا يوجد في الوقت الحالي أي دليل يشير إلى فائدة أي مكملات غذائية إضافة لتلك المطلوبة لتلبية المتطلبات اليومية. ومع ذلك، في حين قد لا تكون المكملات الغذائية المفرطة مفيدة، قد لا توفر بعض الأعلاف كمية كافية من فيتامين B، وخاصة حين يتم تخفيض التركيب الميكروبي الناتج عن اختراق المعي الخلفي. لدى وضع أداء التمارين الرياضية جانبا، قد يكون هناك مبرر آخر للمكملات الغذائية المحتوية على فيتامين B. فقد اشتهرت فيتامينات B بتحفيز الشهية، مما قد يكون مفيدا للأكلة سريعي الاهتياج المصابين بالتوتر. إضافة إلى ذلك، تحتوي العديد من المكملات الغذائية “المهدئة” في بعض الأحيان على تركيزات عالية جدا من بعض فيتاميناتB ، حيث أن بعضها قد اشتهر بتلطيف سلوك سريعي الانفعال. كان هناك القليل من الأبحاث التي أجريت على الخيول لدعم واحد من هذين المفهومين. ارتبط قمع الشهية لدى الإنسان مع نقص فيتامين B12، وأفادت التقارير في السابق بأن تناول المكملات الغذائية المحتوية على حمض الفوليك يحسن الشهية لدى الأطفال. في ما يتعلق بموضوع تأثير المكملات الغذائية المحتوية على الفيتامين Bعلى السلوك، فليس هناك مرة أخرى أي إثبات على فائدتها للخيول، إلا أن من الواضح من الدراسات التي أجريت على الأنواع الأخرى أن هناك بعض التدخل لفيتاميناتB المختلفة في المزاج والسلوك.
يمكن أيضا أن تشكل رداءة المادة القرنية للحوافر مشكلة لدى خيول الإسطبل خاصة، وكثيرا ما استشهد باعتبارها مشكلة خاصة بالخيل الأصيلة. هناك العديد من العناصر الغذائية التي تم وصفها بالمفيدة لجودة ونمو المادة القرنية للحوافر، إلا أن بيوتين فيتامين Bهو الأكثر شهرة على الأرجح. أظهرت العديد من الدراسات أن المكملات الغذائية المفرطة بالبيوتين (10 – 20 ملغ في اليوم لحصان بوزن500 كجم) يمكن أن يكون لها تأثيرا إيجابيا على جودة المادة القرنية.
فيتامين C هو فيتامين آخر منحل في الماء، والذي يشكل جزءا من فريق الجسم المضاد للأكسدة، وهو يعتبر هاما بصفة خاصة لوظيفة الرئة والمفاصل كما انه يشكل جزءا من الدفاعات المناعية. وخلافا لفيتامينات B، لم يتم العثور عليه عموما في الأعلاف المملوكة، حيث أن الخيول قادرة على توليف فيتامين C من الجلوكوز في الكبد. إنه لأمر قابل للجدل ما إذا كانت هناك حاجة لنظام غذائي إضافي محتو على فيتامينC للخيول الطبيعية ذات نمط الحياة المستقرة نسبيا. ومع ذلك، يعتقد حاليا أن التوليف الداخلي المنشأ لفيتامينC قد لا يكون كافيا لمواكبة زيادة الاحتياجات في حالات مرضية معينة، حيث يتم زيادة إنتاج الجذور الحرة الضارة بشكل ملحوظ. قد يحدث هذا مع التهاب، لا سيما عند وجود مرض تنفسي أو مرض في المفاصل.
لا يتم امتصاص جميع أشكال فيتامينC بشكل جيد لدى الخيول، والمفارقة هي أن الشكل المعروف عموما (حمض الاسكوربيك) يتم امتصاصه في الواقع بشكل ضعيف للغاية. تعتبر مصادر أخرى لفيتامينC مثل بالميتات اسكوربيل أو اسكوربيل الكالسيوم-2-أحادي الفوسفات أكثر تواجدا حيويا. يعتبر الأثر الإيجابي للمكملات الغذائية المحتوية على فيتامينC راسخا بشكل معتدل لدى وجود أمراض تنفسية. لقد تحسن بالتأكيد تحمل التمارين الرياضية والنتيجة التنظيرية للالتهاب لدى الخيول ذات التاريخ الحافل بانسداد مجرى الهواء المتكرر بعد 4 أسابيع فقط من تناول المكملات الغذائية المحتوية على فيتاميناتE ، C والسيلنيوم.
الفيتامينات المنحلة في الدسم A، D، E و K هي كما يوحي اسمها قابلة للذوبان في الدهون. يتم امتصاصها في القناة الهضمية بالاشتراك مع المكون الزيتي للنظام الغذائي، ويمكن – على عكس الفيتامينات المنحلة في الماء – أن يتم تخزينها في الجسم، وخاصة الكبد. تعتبر هذه ميزة من بعض النواحي، لأنها تسمح بتخزين فيتامينات A وD مثلا إلى أن يتم طلبها عند انخفاض مستوياتها في النظام الغذائي. ومع ذلك، فقد يؤدي الإبقاء عليها في الأنسجة أيضا إلى مشكلات صحية محتملة لدى زيادة المخزون من هذه الفيتامينات.
تعتبر إمدادات فيتامين A – الضروري للرؤية ودعم المناعة – جيدة عموما للنظم الغذائية النموذجية للسباق والمنافسة. ستتلقى الخيول فيتامين A في مرحلة ما قبل التشكل من أعلافها المركزة، وب كاروتين – وهو مكون متحول أو طليعة الفيتامين A – من أي عشب أو مواد خضراء أخرى كالتبن أو البرسيم. يتواجد تركيز فيتامين A عادة في المركزات التي تتراوح ما بين 11000 – 14000 وحدة دولية / كغم. تتم تغذية حصان الأداء قيد التدريب على 6 كلغ من العلف المركز يوميا، بالتالي سيتلقى ما بين 66000 – 84000 وحدة دولية في اليوم من العلف المركز فقط. تعتبر هذه كمية كافية لتلبية الاحتياجات اليومية بشكل كاف للخيول قيد التدريب. ومع ذلك، يجب توخي الحرص لتجنب زيادة كمية فيتامين A، خصوصا عند استخدام المكملات الغذائية المحتوية على فيتامين A المضاعف. إن المستوى الآمن الأعلى لفيتامين A في النظام الغذائي لحصان بوزن 450 كلغ على سبيل المثال هو حوالي 144000 وحدة دولية في اليوم. ارتبط الإفراط في تناول فيتامين A مع هشاشة العظام كما أنه متداخل في أمراض النمو العظمي.
كان هناك القليل من الأبحاث التي أنجزت لقياس الكمية المثلى للأداء من فيتامين AA. وتشير دراسة سابقة واحدة فقط إلى أن تناول 50000 وحدة دولية في اليوم من فيتامين A (المرفق مسبقا بمعظم الأنظمة الغذائية للسباق) سيقوم بدعم النسيج الضام والحد من إصابات الأوتار.
فيتامينD هو فيتامين آخر منحل في الدسم، إلا أنه هرمون مرتبط أيضا بشكل وثيق بتوازن الكالسيوم والفسفور، فهو يقوم بتسهيل امتصاص الكالسيوم في القناة الهضمية و إعادة امتصاصه من الكلى والعظام. من المرجح أن يكون فيتامينD ذا أهمية خاصة عند إعادة تشكيل العظام وخاصة خلال الفترة النموذجية للتدريب المبكر على السباق حيث يلاحظ وجود انخفاض في كثافة العظام. يشار إلى فيتامينD أحيانا باسم فيتامين “الشمس المشرقة”، حيث يمكن للخيول إنتاجه بشكل طبيعي في الجلد عند التعرض لأشعة الشمس. قد يشكل هذا مشكلة بالنسبة لكثير من الخيول التي تقضي معظم وقتها في الداخل بعيدا عن أشعة الشمس. تميل الأعلاف المركزة إلى أن تكون محصنة جيدا بفيتامينD ، ويمكن لكمية معتدلة أن تلبي المتطلبات اليومية بسهولة، رغم أن القليل بات معروفا عن الكمية المثلى للأداء.
يشتهر فيتامينE على الأرجح لخصائصه المضادة للأكسدة ومشاركته المذكورة سابقا في “الأربطة” وغيرها من الحالات المتصلة بالعضلات. رغم أنه لم يثبت وجود صلة قاطعة بين عدم كفاية كمية فيتامينE والأربطة، إلا أن من المسلم به عموما أن هذه الخيول قد يكون لديها متطلبات أعلى من فيتامينE بدلا من نقص حقيقي فيه. وقد وجدت الأبحاث السابقة أن الكمية الحالية الموصى بها من المجلس الوطني للأبحاث(NRC) من فيتامينE ليست كافية للحفاظ على مستويات فيتامينE للبلازما والعضلات أثناء التدريب. قد تكون هناك حاجة إلى كمية قريبة من 1500-2500 وحدة دولية في اليوم من فيتامين Eللحفاظ على حالة فيتامين E أثناء التمارين الرياضية المنتظمة. وأفادت التقارير بأن كمية أعلى من فيتامين E (5000 وحدة دولية في اليوم) تحد من الارتفاع المرتبط بممارسة التمارين الرياضية للكرياتين المؤنزم(CK) خلال ممارسة التمارين الرياضية من نوع إطالة القدرة على التحمل.
زادت العديد من شركات الأعلاف مستوى فيتامينE في أعلافها الآن، فبينما كان من الشائع أن نرى أعلاف سباق أو منافسة تحتوي على 250 وحدة دولية للكلغ من فيتامين E، قامت العديد من الشركات الآن بزيادة هذا المستوى الى ما يقرب من 300 – 500 وحدة دولية للكلغ من فيتامين E. ولكن، وكما هو الحال مع معظم الأشياء الغذائية فليس المهم مستوى وجود فيتامين E فحسب، بل كيفية تقديمه. إن توافر فيتامينE يختلف بشكل ملحوظ ما بين مصدر صناعي يوجد بدرجة كبيرة في الأعلاف المحضرة، ومصدر طبيعي. تظهر الأشكال الطبيعية لفيتامينE لتكون أكثر توفرا من الشكل الصناعي التقليدي بشكل ملحوظ. إلا أن التكنولوجيا الحديثة جعلت صنع كبسولات فيتامين E، وجعلها منحلة في الماء أمرا ممكنا أيضا، مما يزيد من مدى توافره بشكل أكبر.
فيتامينK هو فيتامين آخر منحل في الدسم. يقع دوره الأساسي في تخثر الدم واستقلاب العظام كذلك. هناك في الواقع ثلاث أشكال لفيتامين K وهي: K1، K2 وK3 . فهناك حاجة لفيتامينK1 لتفعيل الأوستيوكالسين اللازم لتوجيه تمعدن العظام. ويوجدK1 في كلأ المراعي ولكنه غير مستقر بطبيعته، وتقل مستوياته مع انخفاض جودة المراعي وتتراجع فجأة بمجرد قطعه لصنع التبن. شكل فيتامينK المضاف إلى الأعلاف المملوكة هو فيتامين K2، الذي يحقق دوره في تخثر الدم إلا أنه ليس قادرا على تفعيل الأوستيوكالسين. تنتج البكتيريا المعوية فيتامين K3، على الرغم من أن مساهمته بحد ذاتها بالنسبة للحصان غير معروفة على وجه الدقة. لم تحدد الدراسات على الخيول حتى الآن كمية المتطلبات الغذائية من فيتامين K، رغم أن الأبحاث الحديثة تشير إلى أن المكملات الغذائية المحتوية على فيتامينK1 قد تكون مهمة لقوة ومتانة العظام.
تميل النظم الغذائية للسباق والمنافسة الى أن تكون محصنة جيدا بالفيتامينات، ومن خبرة – يعد الإفراط بالمكملات الغذائية أمرا شائعا. حين يتم استخدام مكملات فيتامين إضافية ينبغي التماس فائدة واضحة على سبيل المثال للبيوتين أو ربما من خلال استخدام أشكال أكثر حيوية من بعض الفيتامينات مثل فيتامين C أو E. سيشكل إجراء مزيد من البحوث حول تأثير التوازن الميكروبي في المعي الخلفي على وضع فيتامين B، وحول دور فيتامينD وK1 لدى خيول الأداء أمرا مثيرا للاهتمام.