الخيول مخلوقات عاطفية والتي ليست قوية للغاية فحسب، إنما ذكية أيضا. وقد تشاركت رابطة قوية مع البشر منذ بدء الزمان نتيجة للخصائص العاطفية التي يتردد صداها لدى البشر. يدعي مالكو الخيول أن هذه الحيوانات قادرة على الشعور بمختلف المشاعر الإنسانية والتفاعل معها وفقا لذلك.
يتطلب تمرين وتدريب الخيول طريقة هادئة ودقيقة في التواصل. ونتيجة لذلك فإن هذا يتحول إلى تمرين يعتمد على الإدراك العاطفي للفرد، وضبط النفس، والقدرة على كبح الدوافع. هناك طرق مختلفة لتدريب الخيول، وواحدة من أروعها هو فن التدريب باستخدام أداة الطقطقة.
إنه أفضل من التعزيز السلبي
الدافع الأساسي للتدريب باستخدام أداة الطقطقة هو تدريب الحصان المرح عن طريق توفير بيئة يشعر فيها بالحرية لإظهار جميع أنواع السلوك الحماسي حول مالك سعيد بشكل مماثل، حيث يحاول الحصان – مع القليل من المساعدة من المدرب – سلوكيات أو “حيل” جديدة. يمكن أن يعتبر المزاج المرح للمالك كهدية للحصان.
وقد ثبت علميا أن الحيوانات المدربة بالتعزيز السلبي لا تحاول فعل شيء جديد. قد يوجد هذا السلوك لأنها خائفة من أن يتم تصحيحها أو معاقبتها إذا قامت بفعل شيء خاطئ. لهذا السبب يتم تفضيل التدريب باستخدام أداة الطقطقة من قبل العديد من ملاك الخيول في جميع أنحاء العالم، كونه تعزيزا إيجابيا يؤدي إلى أن تصبح الخيول أكثر انفتاحا في محاولة القيام بأشياء جديدة.
لا يختلف كثيرا لدى البشر
باربرا شير، مؤلفة الكتب ومدربة فن الحياة الشهيرة من الولايات المتحدة، تؤمن بفكرة أن الإعجاب يساعدك على أن تصبح أكثر شجاعة. خلال إحدى دوراتها التدريبية على فن الحياة، طلبت باربرا شير من الطلاب في صفها أن يخبروا الشخص الذي يجلس بجانبهم عن أي صفة كانوا مولعين بها فيهم. إنها تؤمن بأن هناك شيء ما لدى الجميع قد يحبه أحد آخر. وهي تؤكد على حقيقة أن المرء يحتاج إلى إخبار الآخرين حول ما يحبه فيهم بدلا من الإشارة إلى أخطائهم. يتم استخدام نفس القاعدة على الخيول في فن التدريب باستخدام أداة الطقطقة.
إن أحد أساليب باربرا للتعلم هو استخدام ” المخطط الانسيابي للخلف”. وهو يتكون من مخطط انسيابي يؤدي إلى هدف، ويستفهم عن أي خطوات يجب أن يتم إكمالها قبل تمكن المرء من المضي قدما لتحقيق هدفه. وقد تصبح هذه العملية على المدى الطويل عملية مرهقة. تنصح باربرا بأنه على المرء ألا ينسى أبدا مكافأة نفسه في كل خطوة يحرزها في هذه العملية، وذلك للحفاظ على وجود الحافز. يتم استخدام نفس المبدأ في فن التدريب باستخدام أداة الطقطقة. عند تدريب الخيول في جو إيجابي من البهجة، ومكافأتها على كل خطوة تحققها على طريق أهدافها، فان النتائج تتحدث عن نفسها.
من الواضح أنه يمكن لنا أن نرى الآن كيف تتفاعل الحيوانات – وخاصة الخيول – مع مشاعر الإنسان وكيف تستجيب للتدريب السلوكي الإيجابي بشكل جيد. تماما كما يتطلب البشر بيئة تعلم إيجابية خلال تطورهم، كذلك تحتاج الحيوانات إلى بيئة مجزية تساعد على زيادة مهاراتهم المعرفية بكفاءة، وتقنيات كالتدريب باستخدام أداة الطقطقة توفر لهم ما يحتاجونه بالضبط.