عندما نأخذ حجم الحصان بعين الاعتبار ، فلديه أكبر عيون في كل الثدييات البرية، مما يدل على أهمية هذا الحس بالنسبة للحصان. لديه رؤية ممتازة، بما في ذلك الرؤية الليلية، و تستطيع أن ترى تقريبا بنفس الجودة في الليل و خلال ساعات النهار.
تختلف رؤية الخيل تماما عن رؤية الإنسان. فالخيل، كمعظم الحيوانات الرعوية التي تفترس، لديها رؤية أحادية. تتوضع أعينها على جانبي الرأس، وترى بشكل مستقل بكل عين. وهذا يعطي الحصان نطاقا أوسع من الرؤية، وهو أمر مهم في مراقبة الخطر وتناول الطعام في نفس الوقت، كما أنه يمكن أن يرى الأمام والخلف والجانبين في ذات الوقت.
إذا تحرك شيء ما واسترعى اهتمام الحصان، يمكن للحصان التبديل إلى استخدام الرؤية الثنائية، بواسطة مواجهة الكائن واستخدام كلتا العينين في الوقت ذاته.
نظرا لطريقة تصميم شبكية عين الحصان، فعمق الإدراك لديه سيئ للغاية. وهذا هو السبب بكون الخيل مترددة في اقتحام المجالات المظللة، أو الجحور. عليها أن تتعلم أن تثق بتقدير فارسها أو المعالج في كثير من الحالات. الحصان غير قادر على تغيير شكل العدسات داخل العين بالطريقة التي يمكن للإنسان أن يقوم بها، نتيجة لذلك للتركيز على الصورة عليه أن يرفع الرأس ويخفضه. وهذا يمكن أن يساء تفسيره من قبل البشر كسلوك مراوغ.
الخيل بطبيعة الحال أكثر نشاطا حوالي الفجر والغروب، وبالتالي فبصرها أفضل من الإنسان في الضوء الجزئي. لكن عيونها لا تتكيف بشكل جيد جدا على التعامل مع التغيرات السريعة في السطوع، على سبيل المثال الانتقال من الخارج المضيء إلى الداخل المظلم، وبالتالي، قد تكون بعض الخيل مترددة في دخول الأماكن المظلمة.
موضع العينين يمكن أن يفسر بعضا من سلوك الحصان. وعلى الرغم من أن الحصان لديه ما يقرب من 360 درجة من الرؤية، بما في ذلك ما يقرب من كامل المنطقة وراءه، إلا انه لديه اثنتين من البقع العمياء الضيقة، خلف الردف وأمام الأنف مباشرة. قد يكون هذا هو السبب في أن الحصان قد يرفس إذا تم الاقتراب منه من الخلف، حيث يمكن أن يتفاجأ. كما أنه أيضا السبب في أنه إذا دوعب من الجزء الأمامي من الوجه، فالحصان قد يتراجع بشكل حاد. وهذا يعني أيضا أنه عند القفز، لا يستطيع الحصان أن يرى الأرض أو القفزة عندما يقلع، وهكذا فهو يحكم على الارتفاع من الذاكرة المكتسبة عند الاقتراب من السياج.
الحصان قادر أيضا على رؤية حركة على مسافة بعيدة جدا، وهذا يفسر السبب في أن الخيل قد تتوقف فجأة عندما تكون في جولة خارجا وتبدو بأنها في حالة تأهب لشيء بعيد في الأفق، والذي لا يستطيع الفارس رؤيته.
وتشير البحوث إلى أن الخيل لديها رؤية ثنائية الألوان، مما يعني أنها تستطيع التمييز بين نوعين من الألوان الرئيسية. أما البشر فلديهم رؤية ثلاثية الألوان، مما يعني أنهم يستطيعون التمييز بين ثلاثة ألوان رئيسية. العديد من الألوان التي تراها الخيل هي أقل كثافة. فالألوان التي تتباين مع الألوان الطبيعية تجذب انتباهها، وهكذا فالمعطف الأحمر الفاقع المعلق على بوابة الحقل قد يفزعها. يمكن أن تشوش المواد العاكسة الخيل أحيانا أو أن تفزعها. أي إضاءة تشوه الألوان الطبيعية، بما في ذلك بعض الإضاءة الليلية، يمكن أن تؤثر أيضا على الطريقة التي يدركون بها الأشياء.
وفضلا عن كونها تستخدم للرؤية، فعيون الحصان هي أيضا أداة تواصل قيمة للحالة المزاجية، فالعيون المسترخية الناعمة تدل على حصان مسترخ، أما الحصان الذي يبرز بياض العينين فهو عصبي أو متوتر. تتواصل الخيل مع بعضها البعض على نطاق واسع مستخدمة تخاطبا غير شفهي. لغة الجسد لدى الحصان تروي الكثير عن مزاجه، فعلى سبيل المثال تعابير الوجه من تجعد الأنف، وتعرية الأسنان وانتصاب الأذنين للخلف هي تحذير، وربما تسبق القيام بالعض. ويظهر الرأس المنخفض أن الحصان مسترخ، وإذا كان الحصان يخفض رأسه وصولا إلى الأرض فهذه علامة على الخضوع، وخاصة إذا كان مصحوبا بالتكشيرة أو اللعق. سيتم تغطية المزيد عن التواصل بين الخيل في وقت لاحق.