• لا توجد منتجات في سلة المشتريات.

السلوك الغريزي لدى الخيل

تم تدجين الخيول الحديثة لعشرة آلاف سنة خلت والتي تبدو مدة طويلة ,على الرغم من قصرها بالنسبة لمبادئ التطور. فالخيل تنحدر من سلالة (إيوهيبوس) التي عاشت لأكثر من 55 مليون سنة مضت, وبطبيعتها فالخيل حيوانات فريسة (ضحية) وتطورت وهي تملك غريزة الحيوان الفريسة واحتفظ البشر بها كطعام في البدء, واستعملها في أعماله, وحديثاً في الرياضات وقضاء أوقات فراغه, وكان على الخيل التكيف مع تغيير متطلباتنا بمدة زمنية قصيرة.

 

وتبعاً لحقيقة أن الخيول حيوانات فريسة فما زالت تمتلك غريزة البقاء, فالغريزة هي سلوك فطري لا يحتاج لتعلم, ويمارس هذا السلوك من كل أفراد السلالة بشكل طبيعي، وكمثال على سلوك فطري الأكل, الشرب, النوم, الهروب من الخطر. وعلى الرغم من تدجين الخيول وتغيير سلوكها إلا أنها ما زالت تتبع العديد من غرائزها الطبيعية, ونستطيع تعلم الكثير عن السلوكيات الطبيعية للخيل بدراسة علم السلوك. من خلال مراقبتها في بيئتها الطبيعية, ومراقبة قطيع من الخيول الوحشية (البرية) نستطيع تحديد أي من سلوكياتها هو السلوك الطبيعي.

 

تتبع الخيل فطرتها في الهرب من المفترسات , ويمكن مشاهدة ذلك بين الحين والآخر , حين تفزع الخيل من شيء ما  كصوت الرعد, أو السلوك الحذر الذي تمارسه عند مصادفة جسم ما غير مألوف وترددها في تجاوزه.

وطريقة أخرى تتبعها الخيل فطرياً هي طريقة تفضيلها للأكل حيث تقتات بالأعشاب واعتمادها لوجبة منخفضة الحريرات فهي تطورت لترعى تقريبا بشكل مستمر خلال طوافها وتجوالها بحرية في بيئتها الطبيعية وتمضي حوالي 16 ساعة في الرعي.

 

عاداتها الغريزية في النوم تتغير تبعاً لعمر الحصان حيث تنام المهور بعمق ولفترات طويلة وغالباً تتمدد على جانبها بينما تنام الخيول البالغة وهي واقفة , ويقضي المهر ثلث يومه تقريبا في النوم بأضعاف ما تفعل الخيول البالغة وهذا بسبب تمتع المهر بحماية أمه وبقية القطيع ولهذا يسترخي.

وبالرغم من ذلك تقضي الخيول البالغة بعض الوقت بالاستلقاء وتمتلك الخيول خاصية (قفل القوائم) تدعى أجهزة الثبات تمكنها من النوم واقفة, ولهذا فهي دائماً جاهزة للهرب.

وأظهرت الدراسات أن الخيول المرتبطة لصيقا بالقطيع وبقاءها ثابت فيه تقضي فترة أطول في الاستلقاء, ربما لشعورها بالأمان أكثر.

 

  • بنية القطيع:

أحد التصرفات الغريزية الأخرى للخيل هو شعورها كفرد في قطيع ولكونها حيوانات قابلة للافتراس والحيوانات الوحيدة أكثر عرضة له، ولهذا غريزياً تندفع للبحث عن صحبة, والرباط بينها كأفراد قطيع يكون وثيقاً, فتشكيلة القطيع في الخيول البرية تتألف من فحل أو اثنين, ومجموعة أفراس ومهور, وقائد القطيع عادة الفرس الأكبر عمراً وتعرف باسم ((الفرس الأولى )) ولها قيادة باقي الخيول ولا تفرض سيطرتها عادة بالعنف الجسدي.

 

وتتلخص مهمة الفحل في حماية القطيع وصيانة حقوق التكاثر, ويتألف القطيع عادة من مجموعتين تدعى فرق , تتألف أول فرقة من الأفراس والمهور يعرف ب(الحريم) وعندما تفطم المهر الذكر وتتخلى عن أمها تنشأ فرقة جديدة تدعى بـ(فرقة العُزّاب) التي تسعى في آخر الأمر للاستيلاء على قطيعها, وغالباً تبقى المهر الأنثى بجوار أمها لفترة تزيد عن المهر الذكر وبعضها الآخر تبقى ضمن نفس القطيع الذي نشأت فيه وأخرى تنضم لقطعان أخرى أو تشكل قطيع جديد بقيادة فحل أعزب وعندما يصبح الفحل كبيرا جدا وعاجزاً عن الحفاظ على منصبه كمالك القطيع يستبدل بفحل يافع من قطيع العزاب ويبقى كقائد للقطيع مدة عامين كحد أعظمي وبعضها الأخر يمكن أن يبقى قائداً أكثر من عشر سنوات.

وهناك تسلسل هرمي ضمن القطيع , ورتبة الخيل فيها مهمة جداً لأنه في البرية تتيح الرتبة للخيل أولوية الوصول إلى مصادر الماء والطعام أو حقوق التزاوج, وكل فرد ضمن القطيع يعرف موضعه, على الرغم من أن التغييرات في بنية القطيع تفقده التوازن لفترة من الوقت لحين استقرار التسلسل الهرمي مجدداً.

الروابط ضمن القطيع بين أفراده تعرف باسم (الرباط المزدوج) ويتبادل الزوجان الأدوار في النوم والمراقبة وغالباً ما يلعبان يتبادلان التطمير.

للأعلى
COPYRIGHT © 2013-2024 BRITISH ARABIAN COLLEGE OF EQUINE STUDIES LTD\ALL RIGHTS RESERVED Registered in England & Wales at 71-75, Shelton Street, Covent Garden, London, WC2H 9JQ  RN: 08748987