للعيش بنجاح كجزء من القطيع، طورت الأفراد في أي نوع رعوي مرجعا سلوكيا يهدف إلى تخفيف حدة التوتر بين الأفراد وزيادة التماسك بين أعضاء المجموعة. من المهم لبقاء المجموعة أن لا يهدر الوقت والطاقة بشكل مفرط من خلال الانخراط في سلوك عدواني. لهذا السبب، فالخيل عادة هي ذات دوافع تعاونية مع الخيل الأخرى في الوضع الطبيعي.
تتواصل الخيل البرية صوتيا وجسديا، وبصريا من خلال لغة الجسد، ومن خلال الرائحة. الذوق واللمس أيضا من أشكال التواصل، ويتحقق ذلك من خلال النظافة المتبادلة.
كون بيئته مساحات مفتوحة، فإن الحصان لا يحتاج إلى تطوير نظام معقد من الإشارات الصوتية بالطريقة التي فعلتها حيوانات كالقرود التي تعيش في الغابات، ولكن بدلا من ذلك يستخدم الحصان الاتصال المرئي على نطاق واسع باستخدام لغة الجسد.
هذه الإشارات البصرية يمكن أن تكون دقيقة للغاية، أو أكثر وضوحا حسب معناها. فعلى سبيل المثال يمكن أن يبدأ الحصان بإشارات دقيقة، ولكن إذا تم تجاهلها، فقد تتصاعد الإشارات مع محاولة الحصان لنقل رسالته. يمكن رؤية هذا مع سلوك عدواني. ففي البداية قد تعطى علامة تحذير مثل تسطيح الآذنين، وإذا تم تجاهل هذا فقد يرفع الحصان عندها ساقا كما لو أنه سيركل، ومن ثم يمكن أن يتصاعد هذا إلى التطاول إلى الأمام للعض، أو قد تركل الساق فعلا.
قد يضع البشر أنفسهم عرضة للخطر إذا ما تجاهلوا الإشارات البصرية الأولية الأكثر دقة. فالإنسان قد يدرب الحصان دون وعي على أن جميع الإشارات الدقيقة زائدة عن الحاجة، وهكذا فقد يستخدم الحصان في نهاية الأمر الأشكال الأكثر تطرفا فقط من الهجوم إذا كان يعتقد أن الإشارات الدقيقة لا تفي بالغرض. وهذا هو السبب في أنه يعدّ من المهم للبشر الذين يتعاملون مع الخيول أن يكون لديهم بعض المعرفة حول لغة جسد الخيل.
يبدو أيضا أن الخيل قادرة على تعلم كيفية قراءة لغة الجسم البشري، وقد يكون هذا هو السبب في كونها تستطيع المعرفة عند كوننا خائفين.
بالإضافة إلى وضعية الآذنين كمؤشر على المزاج، فوضعية جسم الحصان يمكن أن تشير إلى المزاج أيضا.
إذا كان ذيل الحصان:
• عاليا: فهو متأهب أو متحمس
• منخفضا: فهي علامة على الإرهاق والخوف والألم أو الإذعان
• مرفوعا على ظهره: (كما يرى في معظم الأمهار) فهو مرح أو جزع جدا
• يحف ذيله: هو غاضب
إذا كانت سيقان الحصان:
• نبش الأرض بالحوافر: هذا قد يعني أنه يشعر بالإحباط، على سبيل المثال إذا ترك مقيدا
• ساق أمامية مرفوعة: يمكن أن تشكل تهديدا خفيفا (أو موقفا طبيعيا أحيانا عند تناول الطعام)
• ساق خلفية مرفوعة: في كثير من الأحيان تشكل تهديدا أكثر دفاعية
• ركل الأرض: يشير إلى وجود خطر خفيف أو احتجاج (أو قد يكون للتخلص من الحشرات أو الذباب الذي يلدغ سيقانه)
وتشمل بعض تعبيرات وجه الخيل:
• الطقطقة بالأفواه: ويبرز هذا في الأمهار تظهر الإذعان ل حصان أكبر سنا. وسوف تفتح أفواهها وتتراجع إلى الزوايا، ثم تفتح وتغلق أفواهها
• الفكين مفتوحين والأسنان بارزة: يدل هذا على العدوانية أو هجوم محتمل
• توسع الخياشيم: عادة ما يعني أنها متحمسة أو في حالة تأهب
• إظهار البياض الموجود حول العينين: قد يعني أنها غاضبة أو خائفة
رغم أن الخيل تتواصل على نطاق واسع من خلال لغة الجسد، إلا أنها تتواصل بشكل صوتي أيضا. إن أعلى الاتصالات الصوتية هو الصهيل. والصهيل هو دعوة لأعضاء الفرقة المنفصلين، أو نابع عن الحماس. الصئيل والهمهمات يمكن أن تكون ناجمة عن الحماس أيضا ، أو أنها علامات على العدوانية. يطلق صوت الشخر لشيء مهم أو خطر. أما التأوهات فهي للتعبير عن السعادة والطمأنينة وترقب الطعام، وستتأوه الفرس بهدوء لتتواصل مع مهرها.
عند العيش معا في قطيع فغالبا ما يتم الحفاظ على السلام من خلال الوعي بالمساحة الشخصية. سيكون لدى كل حصان مسافه معينة والتي يرغب في الحفاظ عليها بينه وبين الأفراد الآخرين. قد تسمح لبعض الأفراد المعينين بالاقتراب منها جدا دون تهديدات، ولكن إذا اقترب البعض الآخر أيضا فعندها يمكن ملاحظة سلوك تهديدي. تكون المسافة بالنسبة للخيول غير الأعضاء في القطيع أكبر مما تكون لأعضاء القطيع، وتقل كلما زادت حميمية العلاقة. وقد أظهرت الأبحاث أن المساحة الشخصية للحصان هي حوالي 6 – 10 أقدام (1،8 – 3 متر) وأن الخيول الوحيدة التي لدى الحصان علاقة وثيقة معها مسموح لها بالدخول ضمن هذه المساحة.
تبدو الخيل بأنها تريد رفقة وثيقة، وتسعى معظم الخيل بصورة طبيعية إلى تشكيل رابطة الزواج. ويعتقد أن لهذا مزايا في البراري، حيث أن النظافة المتبادلة (allogrooming) قد تقلل من تواجد الطفيليات، وهي تساعد أيضا في التأكيد مجددا على الروابط بين الخيل وتخفيف حدة التوتر الاجتماعي داخل المجموعة. إن وجود رابطة الزواج تزيد أيضا من الاحتياطات الأمنية للحصان، حيث يمكن أن تأخذ الخيل أدوارا بالتناوب في البقاء لمراقبة الحيوانات المفترسة في حين ينام الآخر. فالحصان لا يعيش في عزلة في البيئة الطبيعية.